دعا استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا، المتزوجين حديثاً إلى ضرورة الاستشارة الطبية قبل اتخاذ أي قرار مرتبط بتأجيل الحمل، لاعتبارات الوظيفة أو الدراسة وغير ذلك من الأسباب الاجتماعية.
وقال لـ«عكاظ» إن أهمية الاستشارة الطبية تأتي لمعرفة ودراسة حالة الزوجين من حيث جميع الجوانب المرتبطة بإمكانية القدرة على الإنجاب مستقبلاً في حال استخدام الزوجة لموانع الحمل، بجانب معرفة حالة وقدرة الرجل على الانجاب ومدى سلامة النطف وقوتها وحركتها وغير ذلك من العوامل، كما أن أهمية الاستشارة تعزز من معرفة سلامة الزوجين وعدم وجود أي اعتبارات -لا سمح الله- قد تكون مسببة لتأخر الإنجاب أو العقم والاحتياج للتدخل العلاجي.
ولفت الدكتور براشا إلى أنه عادة يُنصح المتزوجون حديثاً إذا لم تكن هناك مبررات أو موانع اجتماعية بعدم تأجيل الحمل لأكثر من سنة إلا للضرورة القصوى، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب ومنها: انخفاض مستوى الخصوبة، إذ تشير الدراسات إلى أن مستوى الخصوبة لدى المرأة ينخفض مع التقدم في العمر، أي أن فرصة المرأة للإنجاب في العشرينيات من العمر أكثر منها في الثلاثينيات، وفي الثلاثينيات أفضل من الأربعينيات، وإذا كان تأجيل الإنجاب لفترة قصيرة، فلن يتأثر مستوى الخصوبة خصوصا مع اختيار الوسيلة المناسبة، لأن تأخير الإنجاب لفترة طويلة أو باختيار وسيلة غير مناسبة قد يؤدي إلى الإصابة بالعقم لا قدر الله.
وأردف أن تأجيل الحمل يمنع أيضاً معرفة الأسباب المرضية التي تكتشف في مرحلة متأخرة في حال رغبة الزوجين بالإنجاب، وبالتالي فإن هذا التأخير قد يزيد من فترة العلاجات على العكس في حال كان اكتشاف أسباب تأخر الحمل مبكراً عند الزوجين، إذ تزداد فرص الحمل والإنجاب مبكراً بعيداً عن أي تأخير أو تقدم في السن للزوجة.
واستطرد أن هناك العديد من الحالات التي ينصح فيها بالإسراع في الإنجاب لتجنب مخاطر التعرض للعقم أو صعوبة الحمل مثل: وجود مخزون منخفض لعدد البويضات في المبيض، وكذلك في حالة وجود خلل أو كسل بنشاط الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز الهرمونات الأنثوية بالمبايض، فيجب عدم تأجيل الحمل، واستغلال الفرصة الممكنة للإنجاب·
وفي حالة إصرار الزوجين على تأجيل الحمل ينبغي على السيدة الاطمئنان على مخزون المبيض؛ لأن المبايض لابد أن تكون نشيطة وبها أعداد كافية من البويضات؛ لأن المبايض التي تحتوي على عدد قليلا من البويضات تقل وظيفتها مع مرور الوقت وبالتقدم في السن، لذلك ننصح حديثة الزواج بأن تحمل فورا وألا تفكر في تأخير الإنجاب، فهناك بعض الحالات التي تقل فيها وظيفة المبيض لدرجة أن الدورة تنقطع لدى السيدة أو حتى الفتاة في سن مبكرة جداً، ومن المهم عدم الانسياق وراء الموجة السائدة التي يتبناها بعض الشباب من حديثي الزواج بأن تأجيل الحمل ضرورة لبناء المستقبل.
واختتم حديثه بقوله: من الحالات التي يُنصح فيها بعدم تأجيل الإنجاب أيضا الزواج في سن متأخرة؛ لأن فرصة الإنجاب تتناسب عكسيا مع تقدم السن، فكلما تقدمت الزوجة في السن قلت فرصة الإنجاب وزادت نسبة حدوث الاسقاطات وارتفعت نسبة حدوث الاختلالات الجينية والمتلازمات في الأجنة، ونشاط المبايض يقل، إضافة إلى خطورة تعرض السيدة لأمراض تحول دون قدرتها على الإنجاب، وكذلك انقطاع الطمث المبكر.